كاتب أمريكي: سياسة ترامب تتعارض مع تعهداته بتدمير داعش
رصد الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر تناقضا في تعهدات الرئيس المنتخب ترامب بتدمير تنظيم داعش الإرهابي وبين دعمه لمواقف من شأنها أن تعوق أداءه على هذا الصعيد.
وحذر ميلر –في مقاله بالـوول ستريت جورنال- من أن ترامب ربما يكتشف لاحقا أنه ليس فقط لا يستطيع "تدمير" داعش وإنما أيضا أن جهوده على هذا الصعيد قد تتعارض مع "سياسته الخارجية الجديدة" في الشرق الأوسط.
وأثبت الكاتب أن داعش ليس خصما تقليديا إذ يسعى لإقامة "خلافة" وفرْض بربريته على الأبرياء في المناطق التي يسيطر عليها.. وحتى إذا كانت مساعي داعش لتدشين نظام قد باءت بالفشل بفضل جهود تدعمها أمريكا لاستعادة معاقل التنظيم في العراق وفي سوريا، فإنه بدون انتصارات عسكرية تقود إلى ظروف دبلوماسية واقتصادية واجتماعية تهيئ فرصة لتسوية مظالم السُنة وتفرز حكومات شاملة – بدون ذلك فإن المسألة هي مسألة وقت فقط حتى يستعيد تنظيم داعش أو أية تنظيمات إرهابية مسلحة أخرى قوتها وتهدد من جديد .
ولفت ميلر إلى أن الكثير مما ساقه المستر ترامب في حملته الانتخابية على هذا الصعيد يتعارض مع المنهج الشامل الذي تتبعه الإدارة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ولقد تساءل ترامب عن الحكمة في تمويل المخابرات المركزية "السي آي أيه" لجماعات المعارضة السورية (وهو جهد يرسخ القدم الأمريكية في سوريا ما بعد الصراع).
ورصد الكاتب انتقاد المستر ترامب الأسبوع الماضي في خطابه بمدينة "سينسيناتي" بولاية أوهايو لإدارتَي أوباما وبوش على إنفاق تريليونات الدولارات في الشرق الأوسط، قائلا إن المنطقة باتت أسوأ عما كانت عليه على الإطلاق.
وذكر ميلر إن موقف المستر ترامب يتمثل في أنه ينبغي للولايات المتحدة التركيز على أمريكا في المقام الأول... كما أن تعليقاته من أمثال "هدفنا هو الاستقرار، وليس الفوضى" وأن الولايات المتحدة سوف "تتوقف عن التطلع إلى الإطاحة بأنظمة وحكومات"- هذه التعليقات تُظهر استبعاده الإقدام على أية جهود على صعيد التخلص من نظام الأسد في سوريا.
ولفت الكاتب إلى إعلان ترامب في خطاب سينسيناتي المشار إليه، أنه سيتعاون مع أية أمة تستهدف تدمير داعش... إن الحليف الرئيسي المحتمل في هذا الصدد هو روسيا... ويبدو أن تسلسل منطق (ترتيب أفكار) المستر ترامب هو على النحو التالي: فلاديمير بوتين يحارب داعش؛ الولايات المتحدة تحارب داعش؛ إذن يتعين على واشنطن أن تشترك مع موسكو.
وذكر ميلر إنه يمكن الاستنتاج من ذلك أن الولايات المتحدة قد تقبل مطالبة روسيا ببقاء نظام الأسد في سوريا المستقبلية.
وأثبت صاحب المقال أن الانضمام إلى المستر بوتين في ضرْب داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية لن يستأصلها ما لم يتم اتخاذ إجراء للتعامل مع المظالم التي تُجنّد المحزونين في صفوف تلك الجماعات؛ كما أن إبرام اتفاق مع الروس لإبقاء الأسد في السلطة لن يساعد في هذا الصدد.
No comments